آدم عاش في الجنة زمانا ولم يطرد منها الا
عندما أخذ القرار بنفسه
لو كان آدم ليس معه سلطة القرار لبقي في
الجنة إلي الأبد وما كنا نحن لنري النور
هذه هي الحقيقة المرّة هو ان قرارتنا دائما
ما تكون خطأ و قرارات الله دائما علي صواب
أكررها لو كان آدم مسير لما خرج من الجنة
ونتيجة أن آدم مخيّر هو خروجه من الجنة
وهذا أكبر رد علي الكثيرين الذين يرون أن
الإنسان ليس له سلطة علي شيء وانما يسير كل شيء بدون إرادته
قرار آدم هو حب حواء ربما لأنه كان في احتياج
له
قرار آدم هو سماع كلام حواء ربما لأنه يحبها
كثيرا
قرار آدم هو الأكل من التفاحة ربما لأنه لا
يريد مخالفة حواء حبيبته
قراري ان أكتب الآن ربما لأني أحتاج للكتابة
القرار !!

القرار الذي يصدر له عدة عوامل تؤثر فيه
أهمها :
1-
الشخص صاحب القرار (فطبيعة شخصيتي تختلف عن غيري ، فأنا
مررت ب كذا وكذا وأنت لم تمر ولذلك فالشخص صاحب القرار عامل مؤثر جدا فمن غير الطبيعي ان
كل القرارات متشابهة عند كل الناس)
2-
وقت اتخاذ القرار (ف قرارات اليوم تختلف عن قرارات سنة
ماضية او اخري قادمة)
3-
الظروف المحيطة بالقرار ( في عربيات يميني او شمالي وانا
بعدي الشارع ف طبيعي ان قرارتي تختلف طبقا للظروف اللي حواليا)
هذه مجرد عوامل أساسية لأي قرار ولكن كيف أخذ
قرار صحيح ؟؟
أِشرنا في بداية المقال الي ان الله وحده هو
صاحب القرارات السليمة
فبمجرد الإشارة الي الثلاث عوامل (صاحب
القرار – وقت القرار – ظروف القرار) نجد ان الله حتما هو الحالة المثالية لكل عامل
وحينما يكون الله صاحب القرار دائما ما يكون
وقت اتخاذ القرار مناسب والظروف من حوله مناسبة
كيف أجعل الله هو صاحب القرار؟
الصلاة !!
فالصلاة في تعريفها هي نداء الهي واستجابة
للإنسان
يظن الانسان انه يذهب ليصلي لله .. ولا يدرك
انه يلبي دعوة خفية
كلنا نجلس علي سرائرنا بعد يوم طويل مجهد ومتعب
وشاق
وكلنا في حالات كثيرة يخطر ببالنا (ليه مقومش
اصلي دلوقتي) من الممكن انا نتناسي هذا الاحساس عن قصد !!
ولكن من منا يقوم ليصلي !! هذه هي الاستجابة
للنداء الإلهي ..
كابن لا يستريح الا في حضن ابيه بمناداته واستجابة دعوته في وقت
واحد
بمجرد دخول الإنسان في حالة صلاة حقيقية بنفس دالة الإبن لأبيه يحدث سر لا يُنطق به ولا
يشعر به الا من اختبره ولا يمكن أن يُكتب في سطور قليلة
عندها يصير الإنسان ابنا لله فعلا فيقول
بدالة وثقة (يا أبانا الذي في السموات) .. وتبدأ الصلة تثبت أكثر وأكثر وتنحدر
النعمات والبركات من الله للإنسان لتكون قرارات الابن كقرارات أبيه ليس عن تغصب بل
عن استمتاع وثقة وتعلّم.
صلّوا لكي لا تندموا !