Friday, April 04, 2014

نصف مقال

ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال ..
ماذا سأكتب ؟؟
ولماذا الآن ؟؟
ومن سيقرأ ؟؟

وكعادتي في الفترة السابقة لا أجد اجابات لهذه الأسئلة .. ولكن كل ما أريده هو أن اكتب ..
اكتب لأفرّغ ما يدور بعقلي من أفكار كثيرة تجعلني حقيقة لا أنام ..



اكتب عن النصف ..
أي نصف أتحدث عنه ؟؟
نصف برتقالة ؟؟ ام نصف تفاحة ؟؟ ام نصف فراولاية ؟

اعتذر عن التخبط في مشاعر الكتابة ولكن هذه هي الحالة بكل وضوح وصراحة ..

فنحن في مرحلة النصف .. في كل شئ
نعيش نصف الحقيقة .. نكتفي بها .. ولا نبحث عن النصف الآخر ..
لا نبحث بسبب خوفنا من هذا النصف .. خوفنا السلبي لأننا سننصدم بواقع مرير أسوأ من النصف الأول ..
أو لا نبحث لأننا نعقد عليا أمال بأنه أفضل من نصفنا الآن .. وننتظر ان يأتي "براحته" عشان ييجي حلو !! 



نحن في مرحلة نصف العمر : ..
ايا كان عمرنا الآن 10 او 20 او 40 عاما .. فغاية طموحنا "الوقتي" انا نعيش مثل ما عيشنا.

نحن في مرحلة نصف الحياة الأجتماعية : ..
من منا هو بارع في حياته الأجتماعية مع الناس .. او يتفنن في اسعاد من حوله من أصدقائه و ينقصه النصف الآخر ..
هل هو سعيد مع نفسه ؟؟ هل هو بارع في اسعاد افراد الأسرة الخاصة ؟؟ هل يهتم بهم كمثل اهتمامه بأصدقائه ؟

نحن في منتصف الحياة العملية : ..
ننتظر ان ننهي مرحلة الدراسة أو ننجز مهمة في العمل .. ودائما ما نعتقد اننا في منتصف الطريق .. وعلي أمل ان الطريق سيكون مفروشا بالورود .. ننتظر نتيجة الإمتحان او الترقية .. او زيادة في المرتب .. ولا ننتظر الي ما نقدمه من مجهود في المذاكرة أو تعب في العمل .

لكن ننتظر وبتسرّع دائما إلي النصف الوردي القادم .

نحن في مرحلة نصف الحب : ..
نكتفي بأن نعشق ونحب .. ولكن في صمت .. صمت مخيف .. هل الصمت بسبب توقير هذا الحب الذي لا يعبّر عنه بكلمات .. ام صمت جبن .. صمت خوف ..
صمت ان لا نُحب مثل ما نحب ..
اكتفينا بالنصف الأول وهو ان نحب .. ونتلوع ألما لأننا في حاجة أكثر للنصف الثاني وهو ان "نتحب" !!

نحن في مرحلة نصف الخدمة : ..
نواظب علي حضور خدمتنا في مواعيدها .. ونكاد ان نكون نصّبنا لهذه المواعيد آلهه .. وهذا النصف حقيقة مطلوب .. ولكن بقية النصف الآخر ؟؟ هل هذه الخدمة بحب ؟؟ هل بإهتمام ؟؟ هل بالأولوية علي حياتي الخاصة لأقدم وقتي وذاتي ذبيحة حب و تقدمة للأخرين لمساعدتهم !!
لاحظ ان النصف الآخر هو الذي يعطي طعم للخدمة .. 
وهذا الطعم ممتزج بين آلام جسدية نتيجة خسارة أشياء كوقت اجازتك او ذهنك الخاص او .. او ...

وآلام فرح لا يشعر بها الا الخادم الذي يري خاطئ رجع للمسيح !!

نحن في مرحلة نصف الحياة الروحية : ..
اعتقد  اننا نصف روحانين .. نمثل بإبداع علاقتنا الروحية مع الله .. اداء واجبات الصلاة "واسمحوا" اقول واجبات الصلاة .. لأننا نؤديها في مواعيدها .. بدون اشتياق حقيقي لمن نكلمه ..
نصف صلاة .. نصف قراءة في الإنجيل .. نصف حياة روحية .. تقود الي نصف روحاني .. الذي سرعان ما يتقيأه الله .. هو يرفض المراوغة .. هو يريدك انت .. يريدك كلك .. ولن يقبل بأقل من هذا .. (مستوحي من قراءة سابقة لإحدي كتب أبونا متي المسكين).

الآن انا في منتصف المقال .. ولكي أكون صادقا ولو لمرة واحدة مع نفسي .. سأكتفي بهذا النصف فقط لكي يتفق مع العنوان ... 
 
لعلي أخاف ان اكتب النصف الآخر .. الذي من الممكن أن يكون اكثر سوءا ولذلك اهرب من كتابته ..


او انتظر كمثل الكثيرين النصف الآخر الوردي !! 

شكرا