Thursday, September 25, 2014

القرار

ايهما افضل للإنسان ان يكون مسير ام مخير؟
آدم عاش في الجنة زمانا ولم يطرد منها الا عندما أخذ القرار بنفسه
لو كان آدم ليس معه سلطة القرار لبقي في الجنة إلي الأبد وما كنا نحن لنري النور
هذه هي الحقيقة المرّة هو ان قرارتنا دائما ما تكون خطأ و قرارات الله دائما علي صواب
أكررها لو كان آدم مسير لما خرج من الجنة ونتيجة أن آدم مخيّر هو خروجه من الجنة
وهذا أكبر رد علي الكثيرين الذين يرون أن الإنسان ليس له سلطة علي شيء وانما يسير كل شيء بدون إرادته

قرار آدم هو حب حواء ربما لأنه كان في احتياج له
قرار آدم هو سماع كلام حواء ربما لأنه يحبها كثيرا
قرار آدم هو الأكل من التفاحة ربما لأنه لا يريد مخالفة حواء حبيبته
قراري ان أكتب الآن ربما لأني أحتاج للكتابة

القرار !!

هذا هو القرار (الشخصي) الذي نأخذه في أحيانا كثيرة .. وعندما نري النتائج نهلل لأنفسنا بأننا اصحاب القرار أو نتوارى خجلا ونهرب من أعين الناس لإنقاذ أنفسنا من الحرج
القرار الذي يصدر له عدة عوامل تؤثر فيه أهمها :
1-      الشخص صاحب القرار (فطبيعة شخصيتي تختلف عن غيري ، فأنا مررت ب كذا وكذا وأنت لم تمر ولذلك فالشخص صاحب القرار عامل مؤثر جدا فمن غير الطبيعي ان كل القرارات متشابهة عند كل الناس)
2-      وقت اتخاذ القرار (ف قرارات اليوم تختلف عن قرارات سنة ماضية او اخري قادمة)
3-      الظروف المحيطة بالقرار ( في عربيات يميني او شمالي وانا بعدي الشارع ف طبيعي ان قرارتي تختلف طبقا للظروف اللي حواليا)

هذه مجرد عوامل أساسية لأي قرار ولكن كيف أخذ قرار صحيح ؟؟

أِشرنا في بداية المقال الي ان الله وحده هو صاحب القرارات السليمة
فبمجرد الإشارة الي الثلاث عوامل (صاحب القرار – وقت القرار – ظروف القرار) نجد ان الله حتما هو الحالة المثالية لكل عامل
وحينما يكون الله صاحب القرار دائما ما يكون وقت اتخاذ القرار مناسب والظروف من حوله مناسبة
كيف أجعل الله هو صاحب القرار؟

الصلاة !!

فالصلاة في تعريفها هي نداء الهي واستجابة للإنسان
يظن الانسان انه يذهب ليصلي لله .. ولا يدرك انه يلبي دعوة خفية
كلنا نجلس علي سرائرنا بعد يوم طويل مجهد ومتعب وشاق
وكلنا في حالات كثيرة يخطر ببالنا (ليه مقومش اصلي دلوقتي) من الممكن انا نتناسي هذا الاحساس عن قصد !!
ولكن من منا يقوم ليصلي !! هذه هي الاستجابة للنداء الإلهي ..
كابن لا يستريح  الا في حضن ابيه بمناداته واستجابة دعوته في وقت واحد
بمجرد دخول الإنسان في حالة صلاة حقيقية  بنفس دالة الإبن لأبيه يحدث سر لا يُنطق به ولا يشعر به الا من اختبره ولا يمكن أن يُكتب في سطور قليلة

عندها يصير الإنسان ابنا لله فعلا فيقول بدالة وثقة (يا أبانا الذي في السموات) .. وتبدأ الصلة تثبت أكثر وأكثر وتنحدر النعمات والبركات من الله للإنسان لتكون قرارات الابن كقرارات أبيه ليس عن تغصب بل عن استمتاع وثقة وتعلّم.
 صلّوا لكي لا تندموا !

Sunday, September 07, 2014

هل تستحق أن تقرأ هذا المقال ؟

تنويه مش مهم :
اذا وصلت الي هذه السطور بدون اي لينك علي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي فاسمح لي ان اتحدث اليك بكثير بكل فخر  : "انت انسان تستحق كلية قراءة هذا المقال"

واذا كنت كمثل باقي الشعب او نسبة كبيرة  ممن رأوا لينك علي احدي مواقع التواصل الاجتماعي فبمجرد محاولتك للدخول علي اللينك وقراءة مثل هذه السطور والمقالات فاسمح لي مرة تانية ان اتحدث اليك ببعض الفخر : "انت انسان تستحق بعض الشيء قراءة هذا المقال"

وان كنت كمثل الأغلبية الذين لم يروا لينك علي أي موقع من مواقع التواصل أو رأوا اللينك وقرروا عدم تضييع وقتهم في قراءة مثل هذا المقالات او لمثل هذا الشخص فاسمح لي ان اتحدث اليك صراحة : "انت تستحق فعلا ان لا تقرأ هذا المقال" بمعني آخر
(مش مهم -  فكك – انزل من علي وداني عشان مش فايقلك - ... )

يلا نكمل المقال بقي ..

عشان الفكرة توصل إليكم هذه  الأمثلة

1-    شاب رحل والده منذ زمن طويل وكان طفل صغير لا يدرك اي شيء
يشعر في بعض الأحيان بالنعمة من رحيل والده وكأن الله أصر ان هذا الطفل لا يري ابا له بالجسد ولكن ليكون له الكثير من الاباء الروحيين (اب اعتراف – والد صديق له – ربنا نفسه هو ابوه)
لا يدرك ان هؤلاء الاباء الروحيين سيؤثرون في شخصية ونمو هذا الرجل اكثر من والده بالجسد لو كان رآه.
أ- هذا الشاب يشعر احيانا بان الله هو ابوه
ب- ويشعر احيانا بالظلم من الله لأن الله حرمه من والده وانه ليس كمثل كل اصدقائه

2-    شاب اصيب بمرض ما (السرطان مثلا) او فقد يديه او رجليه او احد اعضائه ..

أ‌-       هذا الشاب يشعر احيانا بالنعمة وان هذه التجربة كان انذار من الله لأفعاله السيئة السابقة او ليقترب من الله أكثر فأكثر ويقرر ان يغيّر حياته رأسا علي عقب
ب‌-  نفس الشاب من الممكن ان نراه يتذمر أكثر وأكثر علي الله .. لماذا انا بالتحديد ؟؟ لماذا تظلمني يارب ..  ايه القسوة دي يارب .. ليه كدة ؟

3-    شاب خادم .. الي حد ما ممكن اعتباره من الخدام الجيدين .. نظرا لما له من خلفية روحية ورثها روحيا من اباءه الروحيين .. لكنه مختلط بالعالم بما فيه من فساد وكبرياء وغش و كذب و غيرها من الخطايا .. يوجد حوله اصدقاء سوء .. يوجد حوله الكثير من دوائر الشر
أ‌-       هذا الشاب يشعر احيانا بالنعمة القادرة ان تحفظه من هذا العالم المُر
ب‌-  احيانا يشعر بفساد نفسه نتيجة وقوعه في الاخطاء الناتجة عن الضعف البشري ويري ان لا توجد فائدة منه.
4-    شاب عاطفي جميل .. يتعرض الي تجربة عاطفية
أ‌-       هذا الشاب يشعر احيانا باليأس من الحياة وانه لا نفع في وجوده بعد الآن لأنه فقد كل الحب الذي قادر ان يجعله حيا
ب‌-  احيانا يشعر بإرادة الله وتدخلاته في كل موقف في حياته فيقف صامتا مستمتعا بتدخل الله.

5-    شاب لا يعمل .. تخرج ولم يجد العمل المناسب له بعد كل سنين التعب من ثانوية و كلية ، اصبح مصيره هو البيت ..
أ‌-       هذا الشاب احيانا يشعر باليأس ويقرر ان يتجه الي سكك خاطئة في كل شيء (شرب سجاير – مواقع جنسية – خطايا اباحية في الكلام – وغيرها وغيرها) فتراه ناقم علي الدنيا بكل ما فيها
ب‌-  احيانا يشعر بالله يغلق امامه الأبواب ليفتح له باب آخر .. فيقرر ان يركز في خدمته ويبذل قصاري جهده في هذا الوقت لخدمة الله بكل ما اوتي من قوه .. وينتظر ان يسمع صوت الله بكل تركيز

نري في كل الأمثلة السابقة وغيرها .. ان هناك احساسان في كل مرة
مرة بالإيجاب و مرة بالسلب
مرة بقبل اي حاجة من ربنا و مرة برفض كل حاجة
لكن ما السبب ان هناك ناس استمروا في قراءة المقال الي هذا الجزء وآخرون أغلقوه؟؟
السبب هو أنت !!

فانت تستحق احساسك في كل تجربة سواء هذا أو ذاك .. سواء القبول أو الرفض

كل هذا هو نتيجة خبراتك وعلاقاتك ..

أنت تصنع إحساسك وليس تتصنع احساس كاذب تكذب به علي نفسك او علي الآخرين

فالإنسان الذي يشعر بالنعمة هو يستحقها كلية ، يستحقها لأفعاله من مواظبة علي كل شيء روحي جعله يحتمل التجربة بفرح
والإنسان الذي يشعر بالظلم هو يستحقها كلية نتيجة لأفعاله من عدم وجود تعامل وصله بينه وبين الله.
هذا هو سر ان الإنسان مخيّر وليس ومسيّر !!

أعرف ان الفكرة ليست واضحة للكل .. هي واضحة لمن يستحقوها ....

لا تنسي .. أنت صانع احساسك الحقيقي الداخلي بأفعالك وتصرفاتك !!  
أبدأ بصنع احساسك القادم من الآن !