Saturday, May 23, 2015

" إهرب .. إهرب لحياتك "


لأول مرة اشعر بهذا الإحساس بالجوع للكتابة ..
احتجت ان اكتب لهذا المقال.. ربما هذا الإحتياج منذ فترة
ف انا الآن في مرحلة الهروب الكبيرة .. اهرب من كل شئ
فا انا اهرب من الواقع بالكتابة ..
اهرب من كل الأفكار التي تراودني .. بل و اهرب من كل الأسئلة ..
اجعلني اكون اكثر صراحة فانا اهرب من التفكير في اي شئ مع نفسي
نعم .. انا الآن هارب بمعني الكلمة

اعزائي .. الهروب لذيذ في بداياته .. ممتع فعلا .. انظر لنفسك الآن .. انت هارب .. انظر .. لا شئ حدث .. انسي .. انت هارب 


عندما بدأت الكتابة .. واردت التحدث عن الهروب .. اول ما خطر علي ذهني هي عنوان المقال (إهرب لحياتك)
وبدأت بالبحث عن ظروف هذه الجملة التي كنت اعرف انها من سفر التكوين و كانت عند وقت حرق سدوم وعمورة الممتلئة شرا .. هذه الجملة قالها الملاك لـ لوط عندما اخبره بأن يهرب لأن الله سيحرق سدوم و عمورة بالكبريت والنار
قال له بالنص:
"اهرب لحياتك.لا تنظر الى ورائك ولا تقف في كل الدائرة.اهرب الى الجبل لئلا تهلك."

تذكرت ايضا لحظة هروب يوسف من امرأة فوطيفار ..
وكان النص:
" فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ."

نلاحظ في الحالتين انه هروب صحي .. مفيد ..
هروب من أجل الحياة

عندما تتحدث مع احد مدعي العقل الشديد في هذا الزمن .. وتقول له بان الحل هو الهروب .. ينظر اليك وكأنك شخص ضعيف فاشل لا تقدر علي مواجهة الصعاب ..

لكن الحقيقة انك قوي .. بل وأكثر ذكاءا .. فالمعارك التي تكون نتيجتها خسارتك .. من الذكاء ان تهرب منها قبل موتك

لا أريد اطالة الحديث عن لوط و يوسف وكيف انهما نجا بفضل هروبهما
ولا اريد أن استرسل في وصف حالتي وكيف انا هارب من كل شئ

كل ما اريد ان اقدمه هو نصيحة لإخوتي ..
عندما تبدأ الهروب .. اختار طريق الهروب ..
لا تهرب من الحزن إلي الكآبة والإنتحار
لا تهرب من الخوف .. إلي اليأس
لا تهرب من الضعف لما هو أضعف

عن نفسي اخترت الطريق الآن بكل وضوح  .. اهرب من التفكير بأي شئ إلي الله .. وإلي خدمته
ادّعي .. واعذرني يارب انت كنت ضعفت كثيرا ..
ادّعي بأنك المنقذ من كل سوء ..
فاهرب بتوجيه فكرك وعقلك وقلبك وحواسك وجسدك وكل شئ إلي الله وخدمته
عليك ان لا تجد دقيقة واحدة في اليوم لتجلس فيها مع نفسك تفكر في أي شئ ..
من خدمة إلي خدمة ومن نشاط إلي نشاط ومن عمل إلي عمل ومن ومن إلي و إلي

أثق في الله  .. أثق ليس من فرط الإيمان .. ولكني أثق من شدة إعيائي ومحاولاتي الفاشلة !!

أعلم ان الله لن يتركني .. وسيكشف لي الكثير والكثير عن إرادته ..

الآن ليس علي سوي الاستمرار في الهروب !!