ولد أناني لا يشبع أبدا
دائما ما يخلق لنفسه المبررات ويغلفها بغلاف
المنطق والعقل ليقنع من حوله بآرائه وأفكاره وتوجهاته بمنتهى السهولة
لايهم ان كان سيصدق الناس هذه المبررات ..
الأهم انه هو أكثر من يصدقها ويقنع نفسه تماما بها..
يعيش في عالم خاص به .. عالم خاص به بمعنى
الكلمة
يعرف كيف يؤدي التضادات بمنتهى الإحترافيه
حسب كل موقف ..
كان يعرف كيف ينصح بمنتهى الثقة وهو أكبر
الفاشلين ..
كان يعرف كيف يتدين هو يحاكى اهل هذا الزمن ويسوء
عنهم ...
كان يعرف كيف يُظهر العطاء وهو أكثر
الملتهمين لحقوق الغير ...
كان يعرف كيف يتكلم بالعقل والمنطق وهو لا
يفكر سوى بالقلب والعاطفه ...
وبينما يعيش هذا الولد في أوج أنانيته وطمعه بدأ
يصطدم بمواقف هزت كيانه بالمعنى الحرفي
كانت المواقف تأتي واحد تلو الآخر لتنزع بعض
الضعف بداخل هذا الولد الأناني فيصير قويا
أصبح قويا بحق .. لايخاف شيئا .. ولا يشعر
بأنه عبد لشئ .. بل وأصبحت تزداد القوة بداخله شيئا فشيئا
وعندما وصل إلى النقطة العظمى بداخله في
القوة وادرك حقيقة كل ما حوله من اشخاص وافكار
اكتشف نقطة ضعفه الوحيده ... ولأول مرة يشعر
بالسعادة لوجود نقطه ضعف به
نقطة ضعفه هي امه
نقطة ضعفه هي خوفه عليها
نقطة ضعفه هي رعبه من فكرة عدم وجودها بجانبه
في يوم من الأيام
نقطة ضعفه هي كيفية اظهار محبته الحقيقية لها
متجاوزا اعتياده طوال السنوات السابقة على حجب هذه المحبة
نقطة ضعفه هي كيفية إسعاد هذه الأم فعلا
العقل والمنطق يقومان بدورهما على اكمل وجه وينصحاه
دائما بعدم التفكير ويوجهانه لأشياء أخرى ولكنه بسبب قوته اصبح يعرف انهما مجرد
مسكنان لخوفه
خوفه وضعفه !!
نعم .. فالولد الأناني يعترف بأنانيته وطمعه
في كثير من الأوقات ويقول بأنه حان الوقت لرد بعض المشاعر البسيطة لأمه
نعم .. فالولد الذي كان يخجل من إظهار مشاعر
حبه لأمه بحجة انها بداخله ولا حاجة لإظهارها اصبح لا يطيق ان بخفي بعض هذه
المشاعر عنها او عن الناس
نعم .. فالولد الذي كان بداخله الكثير من
المشاعر العاطفيه حولها بجملتها كلها لأمه حتى أصبح لا يفكر في أي امرأة غيرها
نعم .. فالولد قوي الآن بمعنى الكلمه .. اصبح
يعرف كيف يوجهه نفسه لأي حالة يريدها ولكنه ضعيف اشد الضعف أمام أمه
منذ أيام كنت ذكرى رحيل والد هذا الطفل
الأناني .. يطوق الطفل لوالده الذي لم يراه بل ولم يتذكر له الكثير من المواقف،
لكن الله عوّضه بالأكثر بهذه الأم
لا أُزايد على أمي عن باقى الأمهات .. فكلهن
الجنة تحت أقدامهن .. ولكني الآن احب امي اكثر واكثر .. اعشقها واعشق تفاصيها
احب قضاء الوقت معها .. وسماع صوتها بإستمرار
.. استمتع عندما أراها تضحك بسبب بعض تصرفاتي وكلامي .. وبدأت احترف كيفية اضحكاها
J .. لا أمل من ضعفها وعدم قدرتها على مجاراتي في التفكير وعدم القدرة
على الردود ..
فهي تعلمني كيفية التغيير !!
كيفية قبول الضعف والألم !!
كيفية السلوك بتواضع !!
هذه الأم التي لها الآن اكثر من 23 سنة بدون
زوج ترعى وتعلم وتربّي ولدان مختلفان في الطباع والتفكير تستحق أن تفرح
هذه الأم التي دائما ما تنصحني بعدم
الإستعجال والتهور .. دائما ترشدني باخذ الخطوات البسيطة .. لنصل لهدف كبير
مازالت تبذل اقصى ما في طاقتها لسعادتنا
وفرحنا ..
أمي .. انا بحبك .. فعلا بحبك
المقال ده مش مقال خفي محدش هيقراه .. كل
الناس هتقراه .. كل الناس هتحبك عشان انتي تستحقى تتحبي فعلا J
قبل اما انشر المقال ... هكون كلمتك و قولتلك
كل كلمة جواه ..
بحبك بجد .. وبخاف عليكي .. وسامحيني على
قسوتي وأنانيتي اللي فاتت
يارب .. اشوفك على خير دايما J
No comments:
Post a Comment