Thursday, November 28, 2019

عام من الفراق

على مدار ٣١ سنة ... حياتي كلها .. كان بيتهيألي اني شوفت كتير او مريت بحاجات كتير...

بعترف مكنتش مثالي في كل تصرفاتي ... بالعكس ... كنت بغلط كتير جدا .. كنت فاشل فعلا .... وكنت أناني جدا جدا.
يمكن الحاجة الوحيدة (الوحيدة حرفيا) اللي راضي عنها .. اني كنت جمبك ... في كل لحظة 💓💓💓💓💓

عمري ما شيلت مسئولية... بس معاكي بقيت مسئول
عمري ما كنت بضحي بحاجة ..... بس معاكي اتعلمت ابقى راجل وافهم يعني ايه تضحيه بدون كلام كتير
عمري ما حبيت حد مبيحبنيش .... بس معاكي اتعلمت المحبة الغريبة .. 
 محبة الميل التاني لكل اللي حواليكي حتى للناس اللي مش سوية نفسيا و تصرفاتها غريبه

معاكي فهمت ان الحياة بسيطة ومش مستاهله .. دي مش كآبة او يأس ... دي الحقيقه اللي تايهه عن عيونا.
معاكي اتعلمت الصبر بدون تأفف
معاكي اتعلمت الشكر في الضيقه بطريقه غير منطقيه
معاكي اتعلمت التخلي عن اي حاجة او اي حالة او اي شخص حتى لو انتي مادام ربنا عاوز كده

كنت بفكر لو مكنش ربنا بعت هذا المرض كانت ممكن تكون النهاية ايه و ازاي
مش مهم النهاية ازاي.. المهم ان كان في نهايه ووجودها مؤلم بلاشك

اصبحتي مثل هؤلاء الذين يسمونهم القديسين ... وممن يعطون جملة هنيئا لك بمرض الملكوت

المفروض عدى من الوقت سنة على انتقالك ..
المفروض اكون اقوي واجمد او على الأقل اتعودت ..
بس الحقيقه ان الضعف بيمتلكني كليا بمجرد اما اسمع اسمك او اشوف صورتك

وحشتيني يا ماما💓

Wednesday, February 13, 2019

13 فبراير

النهاردة هو عيد ميلادك يا جميلة
فاكر اخر سنين حياتي القليلة لما أكرمتك وكنت فاضيلك انتي وبس. شكرا يارب.

فاكر كمان تفاصيل يوم عيد ميلادك في كل السنين القليلة اللي عدت.
كنت بتتكسفي تسمعي كل سنة وانتي طيبة مني.
انا كمان كنت بتكسف اقولها.
كنتي بتتكسفي تسمعي حد يشكرك عامتا على اي تعب ليكي.
انتي كنتي جميلة ورقيقة والناس اللي تشوفك تحب طيبتك وعفويتك وصدقك.

هو انا موحشتكيش ؟
انا عارف انتي فين ومع مين بس فعلا موحشتكيش ؟
لا ... انا عارف اني واحشك جدا ونفسك تكلميني زي عادتك.
بس استحالة تكون دي النهاية. اكيد مخلقناش لألم الفراق ده.

اكيد في لقاء هيجمعنا في يوم من الايام . ومع حكمة الألم اتمنى اكون معاكي في نفس المكان وبنفس الاكليل. نفسي اشوفك تاني ..انتي كمان وحشتيني.

في عيد ميلادك السنة دي عاوز اقولك انا اسف ... انا خبيت عليكي شدة مرضك.
كنت بكذب في نتايج التحاليل. كنت بمثل في ردود افعالي مع الدكاترة.
كان دايما بيتولد جوايا حلم مع كل نتيجة تحليل وحشة بشوفها. كنت بقنع نفسي واصدق بحاجات مستحيلة عشان اقدر اقنعك.
عارف انك هتسامحيني.
اخر مرة حضنتك وبكيت قولتيلي انا معرفش انك بتحبني ومتعلق بيا اوي كده ... صدقيني ده ولا حاجة من اللي جوايا ليكي...


مش هنسى ان جورج كانت اخر كلمة قولتيها ... شكرا يارب.

انتي كنتي الاب والام والسند والحب والحنية وكل حاجة.

يا ماما.. او يا كوكا زي ماكنت بقولك

كل سنة وانتي زي مانتي بكل اللي حلو فيكي وزاد .. انتي غالية عندي جدا .. صعب الحياة ترجع طبيعي زي ماكانت في وجودك.

انا بحبك وهفضل احبك بطريقتك المميزة الوفية لآخر يوم في حياتي.
وحشتيني ... وكابن كنت مدلل بحبك ، عارف اني وحشتك .❤❤

Thursday, January 03, 2019

2018


علاج الألم هو ان تشعر به كما هو . في شدته وفي قوته وفي قسوته ... 
لا تحاول مقاومته. 
كلما حاولت المقاومة كلما زاد شدته من الداخل حتى لو تظاهر لك بأنك قوي واستطعت التحكم في نفسك.

بكتب الكلام ده وانا بأُنهي عام هو الأشد قسوة وألم في حياتي.
بكتب الكلام ده وأنا ببدأ عام جديد في عمر اكتشفت انه مجرد رقم. 
عدد سنين كبير او صغير هو مجرد عدد .. 
رقم بسيط .... 
ولو انت ليك نصيب الأسد فيه فأخرك توصل ل تلات ارقام.
رقم بسيط مهما كبر هيفضل بسيط. وله نهاية ... كلمة نهاية تخوف .. بس دي الحقيقه !

السؤال دلوقتي : امال ليه يارب بتخلقنا ؟ ليه بتخلينا نحب ونتعلق بالناس في الدنيا؟ ليه بنتجرح وبنموت بفراق اقرب الناس لينا؟

اجابة السؤال بدون وعظ تأملات وحكم ... من غير ليه يا حبيبي .. هو عاوز كده 😊هو كلي الصلاح والقوة والقدرة ... 
براحته ... يعمل اللي هو عاوزه. 
هو بيعمل الصح. اي محاولة من محاولات الشرح والتبرير اسمها عك.

وانا قاعد بفكر في ٢٠١٨ ملقتش حد قدامي في حياتي غير ماما
حبيبتي ... كنت بقولها انتي ال unconditional love
.
مفيش حد هيحبني زيك وهيستحمل طباعي الغريبة

وانا بسترجع كل اللحظات اللي عشتها معاها ... وبالذات في اخر فترة مفتكرتش غير حاجات غريبة ....

١- ماما عمرها ما قالت انا تعبانة ! طيبتها غريبة ... فعز الألم في الاخر .. كنت اقعد جنبها في السرير وانام زي ما كنت بنام زمان ... كنا نتصور بموبايلي وتضحك وتقلدني وانا بحاول اضحكها ... معرفش هي كانت بتفهم اني بحاول انسيها الألم و كانت بتحاولي توصلي يعني انها ناسية ولا ايه. 
كانت طيبه ... مرة عملنا مجهود كبير اوي عشان هي ترتاح فشوية بصتلي بسلام كده وقالتلي ... انتوا بتتعبوا نفسكوا ليه 😔😔

بحب صورك كلها ... كنت بتضحكي و تهزري في اخر اسبوع في عز الضعف


٢- ماما عمرها ما قالت انها خادمة وليها علاقه بالخدمة ولا ادعت اي حاجة لنفسها من الكنيسة. كانت اخرها تطلع خلوة إعدادي بنات بالعافيه. في الاخر بحكم قعدتنا الطويلة في البيت . اكتشفت انها عارفه كتير اوي ... عمره ما بان عليها. هي تبان طيبة كده وخلاص بس.

٣- ماما قدرت تمشي بيت بدون أب حوالي ٢٥ سنة ... ما بين طيبة ومحايلة ودلع مننا ... مرة في جامعة اختلفت معاها في طريقتها وكنت بدّعي اني على حق بالمنطق ... في واحد قالي الست اللي تمشي بيت لوحدها طول الفترة دي اكيد هي اللي هتبقى صح حتى لو انت مش مقتنع دلوقتي.

في لحظات كتير كانت ما بينا مختلفة .. ماكنتش بين ام وابن ... كان فيها حب غريب .. حب مش عادي ... حاولت اردلها ولو جزء بسيط من ال unconditional love ...
عمري ما خوفت من حاجة ولا على حاجة ... لا فلوس ولا شغل ولا حياة ليها قيمة من غيرك.

انا واثق ان ربنا هيعوض بالاحسن في الوقت المناسب.

  2019 
بتبدي وجوايا احساس متناقض. خايف ومش خايف
خايف اشوف الحياة من غيرك و مش خايف على نفسي من حاجة. يحصل زي ما يحصل ... هاخسر ايه يعني!

رأس السنة والعيد وكل حاجة هتبقى ناقصة. 

مفيش حاجة مقبولة في كل اللي حصل غير اني واثق انك في السما.

ماما ... انا بحبك وهفضل طول حياتي احبك .. اوعدك مش هقدر احب حد اكتر منك ❤



Sunday, December 09, 2018

وحشتيني

النهاردة اليوم العاشر .. مفيش حياة .. مفيش نفس .. مفيش قدرة على عمل اي شئ

هحاول اكتب واطلع كل اللي في دماغي على ورق وارتاح .. فتحت المدونة بتاعتي .. لقيت اخر مقال كله عنها. (بخاف عليكي) مقدرتش اكمله للآخر .. مش قادر فعلا

انا مش مرتبط .. يمكن ده سر تعلقي الشديد بيها !! معرفش !! بس انا كنت بحبها جدا .. بحبها اوي

كنت متخيل ان الحياة هتحس على دمها وتوقف بعد اللي حصل .. موقفتش .. وكملت عادي خالص .. بتبصلي من فوقي لتحتي بكل قسوة وسامع صوتها بتقول اللي بعده !!

حاسس اني مش موجود. جسمي مع الناس وعقلي وروحي في حته تانيه .. ضحكي مش ضحكي وحركتي مش بتاعتي .. بس مش عاوز ابان ضعيف .. يلا نتعامل عادي محدش هياخد باله ..

نفسي الحياة تجري والزمن يجري بسرعه اوي .. سرعه تخليني مقدرش اخد نفسي و اقول انا فين !! عاوز ملحقش ابص على حاجة .. مش عاوز اخد بالي انها مش موجودة او ادخل كل ساعة اطمن عليها واقولها ايوة يا كوكا.

بصحى بليل على صوتها .. كان ليها اتنين جورج بسمعها .. واحدة وهي بتنده عليا عادي وواحدة الساعة 3 الا عشرة بتاعت الالم الشديد...

انا خايف ... خايف اوي .. خايف اشوف اي حاجة من غيرك .. النهاردة في الكنيسة افتكرتك اما كنت بوصلك بعد الكنيسة ..

اول ليله من غيرك كانت صعبة اوي في البيت .. اول سهرة كانت الكنيسه ناقصاكي !! مكنش في تسبحة بطعم النهاردة ..

خايف من كل اول جاية !! ... اول قداس واول عيد واول تعب ليا واجي اتدلع عليكي اول بصخه واول و اول..

كل اول كاني بعيش يوم انتقالك من اوله بنفس آلمه ...

الناس نزلت شغلها وكملت حياتها طبيعي .. والحياة بكل قبحها وبجاحتها موقفتش .. الشمس طلعت عادي .. وقالت هكمل ..

بقول لنفسي: انت متهيألك انك عايش وانت مت في نفس الدقيقة.

انت فقدت الأمل في الحياة .. انت فقدت الهدف !! لأ .. انت فقدت الحياة !

Monday, March 20, 2017

بخاف عليكي

ولد أناني لا يشبع أبدا
دائما ما يخلق لنفسه المبررات ويغلفها بغلاف المنطق والعقل ليقنع من حوله بآرائه وأفكاره وتوجهاته بمنتهى السهولة
لايهم ان كان سيصدق الناس هذه المبررات .. الأهم انه هو أكثر من يصدقها ويقنع نفسه تماما بها..

يعيش في عالم خاص به .. عالم خاص به بمعنى الكلمة
يعرف كيف يؤدي التضادات بمنتهى الإحترافيه حسب كل موقف ..

كان يعرف كيف ينصح بمنتهى الثقة وهو أكبر الفاشلين ..
كان يعرف كيف يتدين هو يحاكى اهل هذا الزمن ويسوء عنهم ...
كان يعرف كيف يُظهر العطاء وهو أكثر الملتهمين لحقوق الغير ...
كان يعرف كيف يتكلم بالعقل والمنطق وهو لا يفكر سوى بالقلب والعاطفه ...

وبينما يعيش هذا الولد في أوج أنانيته وطمعه بدأ يصطدم بمواقف هزت كيانه بالمعنى الحرفي
كانت المواقف تأتي واحد تلو الآخر لتنزع بعض الضعف بداخل هذا الولد الأناني فيصير قويا

أصبح قويا بحق .. لايخاف شيئا .. ولا يشعر بأنه عبد لشئ .. بل وأصبحت تزداد القوة بداخله شيئا فشيئا

وعندما وصل إلى النقطة العظمى بداخله في القوة وادرك حقيقة كل ما حوله من اشخاص وافكار
اكتشف نقطة ضعفه الوحيده ... ولأول مرة يشعر بالسعادة لوجود نقطه ضعف به

نقطة ضعفه هي امه
نقطة ضعفه هي خوفه عليها
نقطة ضعفه هي رعبه من فكرة عدم وجودها بجانبه في يوم من الأيام
نقطة ضعفه هي كيفية اظهار محبته الحقيقية لها متجاوزا اعتياده طوال السنوات السابقة على حجب هذه المحبة
نقطة ضعفه هي كيفية إسعاد هذه الأم فعلا



العقل والمنطق يقومان بدورهما على اكمل وجه وينصحاه دائما بعدم التفكير ويوجهانه لأشياء أخرى ولكنه بسبب قوته اصبح يعرف انهما مجرد مسكنان لخوفه

خوفه وضعفه !!

نعم .. فالولد الأناني يعترف بأنانيته وطمعه في كثير من الأوقات ويقول بأنه حان الوقت لرد بعض المشاعر البسيطة لأمه
نعم .. فالولد الذي كان يخجل من إظهار مشاعر حبه لأمه بحجة انها بداخله ولا حاجة لإظهارها اصبح لا يطيق ان بخفي بعض هذه المشاعر عنها او عن الناس
نعم .. فالولد الذي كان بداخله الكثير من المشاعر العاطفيه حولها بجملتها كلها لأمه حتى أصبح لا يفكر في أي امرأة غيرها
نعم .. فالولد قوي الآن بمعنى الكلمه .. اصبح يعرف كيف يوجهه نفسه لأي حالة يريدها ولكنه ضعيف اشد الضعف أمام أمه

منذ أيام كنت ذكرى رحيل والد هذا الطفل الأناني .. يطوق الطفل لوالده الذي لم يراه بل ولم يتذكر له الكثير من المواقف، لكن الله عوّضه بالأكثر بهذه الأم
لا أُزايد على أمي عن باقى الأمهات .. فكلهن الجنة تحت أقدامهن .. ولكني الآن احب امي اكثر واكثر .. اعشقها واعشق تفاصيها
احب قضاء الوقت معها .. وسماع صوتها بإستمرار .. استمتع عندما أراها تضحك بسبب بعض تصرفاتي وكلامي .. وبدأت احترف كيفية اضحكاها J .. لا أمل من ضعفها وعدم قدرتها على مجاراتي في التفكير وعدم القدرة على الردود ..
فهي تعلمني كيفية التغيير !!
كيفية قبول الضعف والألم !!
كيفية السلوك بتواضع !!

هذه الأم التي لها الآن اكثر من 23 سنة بدون زوج ترعى وتعلم وتربّي ولدان مختلفان في الطباع والتفكير تستحق أن تفرح
هذه الأم التي دائما ما تنصحني بعدم الإستعجال والتهور .. دائما ترشدني باخذ الخطوات البسيطة .. لنصل لهدف كبير
مازالت تبذل اقصى ما في طاقتها لسعادتنا وفرحنا ..

أمي .. انا بحبك .. فعلا بحبك
المقال ده مش مقال خفي محدش هيقراه .. كل الناس هتقراه .. كل الناس هتحبك عشان انتي تستحقى تتحبي فعلا J
قبل اما انشر المقال ... هكون كلمتك و قولتلك كل كلمة جواه ..
بحبك بجد .. وبخاف عليكي .. وسامحيني على قسوتي وأنانيتي اللي فاتت

يارب .. اشوفك على خير دايما J

Friday, January 06, 2017

اليوم الثالث و الأربعون في صوم الميلاد 6 يناير 2017

+ «هذا يكون عظيماً، وابنَ العليِّ يُدعَى، ويُعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلْكه نهاية» (لو 1: 33،32).

هنا الملاك المبشِّر يُعطي ملامح يسوع المسيح. ولينتبه القارئ، فأُفق الملاك في المعرفة محدود للغاية، وهو يُعطي أوصاف المسيح على مستوى ملائكي فيقول إنه: «يكون عظيماً»، حيث العظمة عظمة ملائكية سمائية تنتهي بالدرجات العظمى، أي أنه سيكون أعظم من الملائكة. ثم يستدرك ويصف علاقته بالله فيُعطيه درجة ابن العليِّ وهو وصف يفوق قدرة ملاك، لأن الملائكة محسوبون أنهم خُلقوا ليخدموا الخلاص للعتيدين أن يرثوه، ولكن الملاك هنا يكشف أول أسرار الابن التي لم يسبق أن سمع بها ملاك أو بشر. فابن العليِّ عليٌّ هو، وأعلى من كل صفوف الملائكة ورؤساء الملائكة. ثم يدخل الملاك في خصائص ابن العليِّ فيصف مُلْكه الكلِّي والأبدي على بيت إسرائيل، ثم يعود ويصف مدى انتشار واتساع مُلْكه الأبدي أن لا نهايةَ زمنيةً له، بمعنى أنه فائق على زمن البشر الذي له نهاية، فمُلْك ابن العليِّ لا نهاية له، لا نهاية زمانية ولا مكانية، أي أنه يملأ السماء ويملأ الأرض، لا حدود له.
ويصف الملاك أيضاً مستوى تملُّك ابن العليِّ على كرسي داود، باعتبار أن المسيح ابن العليِّ سيكون سليل داود، أي يرث مُلْك داود كوريث شرعي، وهنا يُلمِّح الملاك إلى جنسية ابن العليّ أنه بشريٌّ هو، وهنا يُقْرِن الملاك لاهوت ابن العليِّ بناسوت ميراث داود. وهذا يُعتبر أول استعلان للابن المتجسِّد أنه ابن العليِّ وابن الإنسان معاً، الأمر الذي يشير إلى نوع ملوكيته: إنه وسيط قادر بين العليِّ وبين البشر. فهنا يتحتَّم أن تكون ملوكية ابن العليِّ سماوية وأرضية معاً، تحمل كل ما لله وكل ما للبشر. حيث تصبح المصالحة بين الله والإنسان على مستوى إلهي وملكي، يخدم هذه المصالحة ابنُ العليِّ إلى أبد الآبدين، حيث تضم هذه المصالحة كل أجيال الإنسان، فهي مصالحة أبدية قادرة على التكميل الكامل.
لهذا تُعتبر بشارة الملاك المبشِّر للقديسة العذراء مريم سجلاًّ مختصراً وكاملاً لعمل ابن العليِّ المولود من العذراء مريم ومستواه الإلهي الملكي.
وبذلك يكون ابن العليِّ، أي الرب يسوع المسيح، صاحب مملكتين: ملكوت السماء، ومملكة الإنسان، بــآنٍ واحد. وهنا نجد الإشارة واضحة لعمل ابـن العليِّ، أن ينقل الإنسان من مملكة الإنسان ليُدخله في ملكوت السموات. وفي هذا كانت مسرَّة الآب ومنتهى مسرَّة الإنسان معاً. وظلَّت هذه المسرَّة مرافقة لابن العليِّ حتى إلى الصليب، فقيل إنه: «من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب» (عب 12: 2)، وهي مسرَّة الآب في السماء، ومسرَّة الناس على الأرض، ومسرَّة الابن الذي أكمل طاعة الآب «حتى الموت، موت الصليب» (في 2: 8).
لذلك نحن مديونون لملاك البشارة الذي أعطانا هذا السجلَّ الحافل بعمل ابن العليِّ.

Thursday, January 05, 2017

اليوم الثاني و الأربعون في صوم الميلاد 5 يناير 2017

+ «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» (مت 1: 23).

لمَّا أخطأ آدم وحواء وطُردا من أمام وجه الله، أُصيبت البشرية بابتعاد الله عنها، فصارت تتوالد في عُقْم البُعاد عن الله، بمعنى أن البشرية فقدت قُرْبها من الله الذي كان يَنعم به آدم. بما يعني أن كل أعمال وحياة الناس لم تكن تَنعم بمشورة الله وعمله، ليس إلى جيل بل إلى جيل الأجيال.
وأخيراً جاءت القُربَى من لَدُن الله، وتَدَخَّل الله بنفسه في حياة البشر، إذ أرسل ابنه الوحيد المساوي للآب في الجوهر أي في الطبيعة، ليولَد من عذراء طاهرة من بيت إسرائيل في ولادة فائقة على طبيعة البشر، أي بدون رجل، فكان الله الآب بمثابة أب حقيقي فائق للطبيعة البشرية، وأصبح المولود ابن الله الحقيقي (انظر لو 1: 35)، ورأس البشرية الجديدة كلها. وهكذا انعقدت الآمال كلها ورجاء الإنسان في مولود العذراء، فلم تَعُد البشرية متغرِّبة عن الله، بل تحوَّل الإنسان تحوُّلاً فائق الوصف من كونه من بني آدم إلى ابنٍ لله، وصار نسله بالتالي بني الله العَليِّ بالإيمان (انظر غل 3: 26)، إيمان ابن الله الذي دُعِيَ يسوع. وبعد أن كان آدم رأس الجنس البشري، أصبح يسوع المدعو المسيح هو رأس البشرية الجديدة المؤمنة بيسوع المسيح، فكلُّ مَن يولد في الإيمان بيسوع المسيح ابن الله، ينال حق التبنِّي لله (انظر يو 1: 12).
ومع التبنِّي لله، صار جنس الإنسان بحسب رأس الجنس كله أي يسوع المسيح، يُدعَى مسيحياً.
وبالتالي صار كل بني آدم مسيحيين؛ وبحسب الروح الذي يعمل في الإيمان، أي الروح القدس، صار كل الناس المسيحيين لهم رأس واحد وهو يسوع المسيح، وروح واحد أي الروح القدس. وبمعنى كلِّي، صار كل الناس إنساناً واحداً في المسيح، لا ذكر ولا أنثى فيما بعد بل «جميعاً أبناء الله الحيّ بالإيمان (الواحد) بالمسيح يسوع» (غل 3: 26).
وهكذا تحوَّل بنو آدم من جنس البشر إلى جنس يسوع المسيح، ومن الكثرة المتفتتة إلى وحدانية الروح والجنس، ومن الأصل الترابي إلى طبيعة سماوية، ومن ميراث الجسد والآباء والأمهات إلى ميراث ابن الله في السموات، أي الحياة الدائمة الأبدية، لأنه لا يكون للإنسان موتٌ بعد بل انتقال من جنس ترابي إلى جنس سماوي، ومن ميراث ترابي إلى ميراث إلهي أبدي.
ومن هنا، بدأت الدعوة وبدأ التبشير بالإيمان بيسوع المسيح إيماناً صادقاً حقيقياً، يتهيَّأ لهذه النقلة السعيدة بالإيمان الصادق الحيِّ بالمسيح يسوع ربنا.
على أنه يلزم جداً جداً أن نضع اللمسات الإلهية على معنى الإيمان الحيِّ الصادق بالمسيح يسوع.
وما هو الإيمان الحيُّ الصادق بالمسيح يسوع؟ هو أن نقبل قبولاً قلبياً حاراً صليبَ ربنا يسوع المسيح الذي قَبـِلَه هو «من أجل السرور الموضوع أمامه» (عب 12: 2).
وما هو السرور الذي كان موضوعاً أمام المسيح وقت الصلبوت؟ هو الحب، الحب الطاغي الذي جعله يحتمل التعذيب وسفك الدم (انظر غل 2: 20)!! وهو حبُّ الآب الذي أطاعه الابن حتى الصليب، وحبُّ المسيح من نحو الإنسان الخاطئ.
وهنا ننبه ذهن القارئ أن عصيان آدم لله حُسِبَ خطية عظمى، وكل إنسان يولد لآدم يرث موت الخطية في الطبيعة، فكل بني آدم حُسبوا خطاة في آدم لأن الخطية سادت على الجميع والكل وُلد في الخطية. ولكن، وكما سبق وقلنا، فإن بني آدم بعد أن آمنوا بالمسيح بالقلب والروح والصدق، حُسبوا بني الله في المسيح، أي حُسبوا جميعاً إنساناً واحداً في المسيح.
وكما أنه لمَّا أخطأ آدم صار كل بني آدم خطاة، هكذا يصير بنو الله في المسيح كالمسيح قديسين وأبراراً، لأن برَّ المسيح الذي اكتسبه بالصليب والفداء والقيامة منحه كاملاً متكاملاً للإنسان، فصار الإنسان باراً أمام الله بالفداء الذي أكمله المسيح للإنسان الخاطئ.
لذلك يُحسب عدم الإيمان بالمسيح والصليب والفداء أنه رجْعَةٌ إلى خطية آدم والبُعاد عن الله.

Tuesday, January 03, 2017

Monday, January 02, 2017