ويُدعى اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا
ولكن
يا لسعادة الإنسان ، فهوذا الله يأتي إلينا بنفسه. لأنه حينما خُلق الإنسان ودُعي
للوجود في حضرة الله للحياة ، في نوره ومجده : كان مهددا بالإنطراح خارجا حيث
الظلمة والموت إن تعدى وصية الحياة.
وها
هوذا تعدى وانطرح خارجا وعاش في الظلمة وعايشها وذاق في البعد عن الله الموت والذل
والهوان.
أما
الآن فهوذا الله نفسه يأتي إلينا يعاشرنا ويتوددنا ويلبس اضعف ما فينا وهو جسدنا،
لقد انعكس الوضع تماما ، لم نعد مهددين بالخروج من حضرته ابدا وبأي حال من الأحوال
، فهو نفسه الذي آتي إلينا راضيا بنا ونحن في حضيض موتنا وذلنا وخطايانا ، لا لكي
يعيش معنا كصديق مع صديق ، كما كان آدم مع الله ، بل جاء راضيا ان يحمل ثقل
بشريتنا فيه ، وقد اتّحد بلحمنا وعظامنا ، فصار منا وصرنا منه، يحيا فينا ونحن
نحيا فيه. لا نستطيع ان نخرج عنه إذ قد وُلدنا منه ، وصرنا "من لحمه
وعظامه" (أف 5 :30) ، وارثين فيه ومعه ، ولا هو يستطيع أن يتخلى عنا ، فقد
رفع بشريتنا معه إلى السماء ، وسكب روحه القدوس في قلوبنا لكي نحيا ، لا بأرواحنا
فيما بعد ، بل نحيا بروحه ، أو بالحري بينما يحيا هو فينا هنا على الأرض يجلس
جسدنا عن يمين العظمة في الأعالي شفيعا وضامنا لخلاصنا إلى الأبد.
إذن
فحياة الإنسان مع الله انقلبت فصارت في واقعها حياة الله مع الإنسان (الله معنا)
، وهذا هو الضمان العجيب الذي ضمنه لنا المسيح بتجسده.
إلا
فما هو معنى "الله معنا" في حياتنا اليومية !! لأنه إن لم نكن فعلا نعيش
والله معنا يوميا ،
وإذن
فما هي قيمة التجسد والميلاد !! علما بأن جوهر التجسد والميلاد كما عرفنا هو
"عمانوئيل" أي الله معنا !!
No comments:
Post a Comment