Saturday, December 31, 2016

Friday, December 30, 2016

Thursday, December 29, 2016

Wednesday, December 28, 2016

Thursday, December 22, 2016

اليوم الثلاثون في صوم الميلاد 24 ديسمبر 2016





اليوم التاسع والعشرون في صوم الميلاد 23 ديسمبر 2016





اليوم الثامن والعشرون في صوم الميلاد 22 ديسمبر 2016



اليوم السابع والعشرون في صوم الميلاد 21 ديسمبر 2016






اليوم السادس والعشرون في صوم الميلاد 20 ديسمبر 2016






اليوم الخامس والعشرون في صوم الميلاد 19 ديسمبر 2016

لذلك أنادي في هذا العيد المقدس : عيد حلول المسيح في العالم ، أن نُصارع صراع يعقوب حتى الفجر من أجل أن ننال هذه الحقوق والمواريث بحلول المسيح فينا بالإيمان المقوّى بالروح. وصراعنا هذا مؤيّد بتشجيع المسيح لنا على السهر حتى نصف الليل ، حتى الفجر ، بإنتظار مجئ الرب. ولكن نحن ننتظر هذا المجئ في القلب والروح ، نُصارع مع من هو غني في المجد ، فنحن لا نُصارع صراع من يشحذ ، ولا ممن هو شحيح. لذلك ننتظر العطية برجاء مسنود بالمواعيد

أما ما هو قياس هذا الصراع ؟ فهذا يحدده ضخامة المطلوب بعلّوه وعمقه، بطوله وعرضه. فعلى قدر ما نطلب ونرجو ، نسهر ونصلي. 
أما كيف يكون السهر والصلاة ؟ فهنا يُحيلنا المسيح إلى جثسيماني لنرى بأعيننا ونُدرك بقلوبنا صلاة رئيس إيماننا ورئيس خلاصنا، بسجود وانبطاح إلى التراب وبدموع وصراخ شديد للآب - كما يقول سفر العبرانين - وبعرق يتصبب من جبينه كقطرات دم، لكي يحصل لنا على هذه المكتسبات والمواريث والمواعيد العظمى والثمينة التي نطلبها من الآب و نرجوها. فحينما يقول المسيح : "اسهروا وصلّوا" ، فقد أعطانا نموذج السهر والصلاة ، بل الصراع المرير. ولمن كان يصلي ؟ كان يُصلى لله أبيه !! 


كتاب رسالة الميلاد لنا اليوم صفحة 9 لأبونا متى المسكين

Sunday, December 18, 2016

اليوم الرابع والعشرون في صوم الميلاد 18 ديسمبر 2016

"ثم إذ أُوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم"

هنا يظهر العامل الأساسي الذي كانوا يتحركون وفق مشورته ، فقد جاءوا بحسب ما أوحي إليهم وعادوا بحسب ما أوحي إليهم ! 
وكانت رحلتهم بتدبير متقن كمندوبين فوق العادة ليحيّوا مسيّا ويعبدوه ، العتيد أن يكون نورا لهم ولكل الأمم . 

فإن كانت ملكة التيمن قد جاءت من أطراف الأرض لتسمع حكمة سليمان ، فها هم حكماء المشرق جاءوا ليروا من هو أعظم من سليمان. فكانت زيارتهم للمولود ملك اليهود دينونة لليهود الذين وُلد لهم ملكا فما كرّموه ولا رضوا به أن يملك عليهم .

أم استخدام السماء للأحلام لتوصيل الرسالة من فوق، فهو استخدام حالة اللاوعي لكي يصب فيه الله ما يراه بالنسبة لمنفعة الإنسان ، حينما يصعب الاتصال بالرؤيا في الوعي ، أو الإيحاء للعقل. 

والأحلام استُخدمت في إنجيل القديس متى كوسيلة صالحة . فيوسف وقع تحتها ثلاث مرات ، وها هم الحكماء تلقّوا الإنذار في حلم حفاظا على حياة الصبي دون أن يدركوا ذلك. 


كتاب حكماء من المشرق صفحة 16 لأبونا متى المسكين

اليوم الثالث والعشرون في صوم الميلاد 17 ديسمبر 2016

"فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا . وأتوا إلى البيت ، ورأوا الصبي مع مريم أمه . فخرّوا وسجدوا له . ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهبا ولبانا ومرا"


يلاحظ القارئ أنه أينما ذُكر الطفل مع أمه ، يُذكر الطفل أولا : "الصبي مع أمه" ، فقد ولد ليكون أولا !! 

والذهب فهو تعبير عن ملوكية وُلد لها ، وأما اللبان فهو البخور الذي يليق به ككاهن أعظم ، وأما المر فهو نبوة عن آلامه المزمعة أن تكون والتي بها يتوج ملكا على كل الأرض.

كتاب حكماء من المشرق صفحة 15 لأبونا متى المسكين

اليوم الثاني والعشرون في صوم الميلاد 16 ديسمبر 2016

"فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب ، وسألهم : أين يولد المسيح؟ فقالوا له : في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب بالنبي : وأنت يا بيت لحم ، أرض يهوذا الست الصغرى بين رؤساء يهوذا ، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل"

والإنسان يتعجب من معرفة رؤساء الكهنة والكتبة بأن المسيح يولد في بيت لحم بتأكيد قول النبي في القديم. وقد وُلد المسيح وهم لا يدرون. وليس مخيا النبي وحده ( مي 5 : 2) هو الذي عيّن أين يولد المسيح ، بل في ( 1 صم 16 : 4 – 13) لمّا عيّن الرب داود "مسيح الرب" في بيت لحم، دعا صموئيل وقال له : اذهب وامسحه ، "ففعل صموئيل كما تكلّم الرب وجاء إلى بيت لحم ( وكانت قرية صغيرة للغاية) ، فارتعد شيوخ المدينة عند استقباله وقالوا أسلام مجيئك ؟ فقال سلام ... وقدّس يسّى وبنيه ودعاهم إلى الذبيحة. وكان لمّا جاءوا أنه رأى (الابن البكر) أليآب ، فقال صموئيل بسؤال : إنّ أمام الرب مسيحه ؟ فقال الرب لصموئيل : لا  تنظر إلى منظره وطول قامته لأني قد رفضته ... الإنسان ينظر إلى العينين ، وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب .. وعبّر يسّى وبنيه السبعة أمام صموئيل ، فقال صموئيل ليسّى : الرب لم يختر هؤلاء. وقال صموئيل ليسّى : هل كملوا الغلمان ؟ فقال : بقي بعد الصغير ، وهوذا يرعى الغنم ... أرسل و أت به .. فقال الرب : قم امسحه ، لأن هذا هو .. وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا". ومعروف أن داود كان النموذج للمسيا في كل شئ ، سواء في ميلاده في بيت لحم ، أو "حسب قلب الله" (1 صم 13 : 14)، أو أنه مسيح الرب ( 1 صم 16 : 13) ، (مز 2 :2 ) ، (إش 61 : 1 ). وما قيل لداود من جميع الأسباط هو الذي تحقق بالفعل في الرب يسوع :

+"وجاء جميع أسباط إسرائيل إلى داود إلى حبرون وتكلموا قائلين: هوذا عظمك ولحمك نحن . ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكا علينا قد كنت أنت تُخرج و تُدخل إسرائيل ، وقد قال لك الرب : أنت ترعى شعبي إسرائيل ، و أنت تكون رئيسا على إسرائيل ... ومسحوا داود ملكا على إسرائيل" ( 2 صم 5 : 1 – 3 ).

وقد اقتبس رؤساء الكهنة والكتبة آية ( 2 صم 5 : 2 ) : "يرعى شعبي إسرائيل" ، وأضافوها على آية ميخا النبي ( 5 : 2 ) : " أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل"


إلى هذا الحد كان الوعي بالنبوات التي تخص المسيا في فم رؤساء الكهنة والكتبة ، بمعنى أن لا هيرودس ولا رؤساء الكهنة والكتبة شكّوا في قول النبوات التي ذكرناها أنها تخص المسيح شخصيا !! فكيف انعمت عيونهم وانسدت قلوبهم لما جاء ولم يعرفوه ؟؟

كتاب حكماء من المشرق صفحة 10 , 11 لأبونا متى المسكين

اليوم الحادي والعشرون في صوم الميلاد 15 ديسمبر 2016

" فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" ( مت 2 : 2).

هذا الشاهد الغريب العجيب الذي يُدعى بلعام بن بعور الذي تنبأ عن هذا النجم وتكلم عن صاحبه منذ أكثر من 1400 سنة ق.م، وكان كلامه هو نطق من الله، قاله بلعام وهو لا يدري ما يقوله. ويقول الكتاب إن بلعام من بين النهرين من أرام بلد إبراهيم من جبل المشرق، ويبدو أنه أيضا من العرّافين بالفلك والنجوم ، وقد قابله ملاك الله وكلمه قائلا: "وإنما تتكلم بالكلام الذي أُكلمك به فقط" ( عد  22 : 35)، فوضع الرب كلاما في فم بلعام (عد 22 : 38) ، فلما راوده بالاق ملك أرام لكي يلعن إسرائيل رد عليه : "من أرام أتى بي بالاق ملك موآب من جبال المشرق. تعال العن لي يعقوب ، وهلم اشتم اسرائيل. كيف ألعن من لم يلعنه الله؟ وكيف أشتم من لم يشتمه الرب؟ ... لتمت نفسي موت الأبرار ، ولتكن آخرتي كآخرتهم"
فأجاب وقال : "أما الذي يضعه الرب في فمي فأحترص أن أتكلم به"
ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبا لا أقدر أن أتجاوز قول الرب لأعمل خيرا أو شرا من نفسي. الذي يتكلم به الرب إياه أتكلم"

ثم أخذ بلعام ، وهو في حالة شبه غيبوبة ، ينطق بأهم نبوة قيلت عن المسيح وعن نجمه من فم أممي هكذا :
"وحي بلعام بن بعور ، وحي الرجل المفتوح العينين ، وحي الذي يسمع أقوال الله ويعرف معرفة العلي ، الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكشوف العينين : أراه ولكن ليس الآن ، أُبصره ولكن ليس قريبا. يبرز (يشرق) كوكب من يعقوب ، ويقم قضيب (ملك) من إسرائيل ، فيحطم طرفي موآب (عدوّة إسرائيل) ويهلك كل بني الوغي" ( عد 24 : 15 – 17).

إذن فما رآه المجوس ، وهم غالبا بلديات بلعام وزملاء مهنة ورؤيا وعلم فلك ومعرفة القدير ، هو تحقيق لم رآه بلعام منذ 1400 سنة ق.م !! وواضح أن الله هو العامل في هذا وفي هؤلاء !!

والآية الفريدة التي جذبت أنظار القديس متى هي بلا نزاع : "وأتينا لنسجد له" !!

وفي الحال استخدم هيرودس خططه للقتل الجماعي ، ولكن متخفيا في : "لكى آتي أنا أيضا و أسجد له" 

كتاب حكماء من المشرق صفحة 7 لأبونا متى المسكين

اليوم العشرون في صوم الميلاد 14 ديسمبر 2016

"ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية ، في أيّام هيرودس الملك ، إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين : أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له" ( مت 2 : 1 ، 2).

من عادة القديس متى أن يترك تحقيق بعض النقاط الحساسة ويكتفي بأن يمر عليها فيكون هذا هو التحقيق عنده. فهو يذكر هنا أمرين كبيرين في شأن ميلاد المسيح:
الأول : تعيين بيت لحم.
الثاني : إن ميلاد المسيح تم في زمن حكم هيرودس الكبير ، فيذكرهما لماما دون التوقف أو التعليق. هنا يتبادر السؤال بإلحاح، ذلك على ضوء ما جاء عند القديس لوقا : ما الذي أتى بالعذراء ويوسف إلى بيت لحم ؟ والسؤال الثاني : متى عاش ومتى مات هيرودس ؟

وهنا يتدخل العلماء بحذق ومهارة لتعيين زمان ميلاد الرب يسوع المسيح قبل وفاة هيرودس بقليل من الزمن، إذ تحدد تاريخيا أن هيرودس مات بعد خسوف القمر الذي حدث قبل زمن ميلاد الرب يسوع بقليل ، والذي رُصد أنه كان قبل نهاية شهر مارس أو في بكور أبريل سنة 4 ق.م، فيكون ميلاد المسيح سنة 4 ق.م أو ربما سنة 5 ق.م


كتاب حكماء من المشرق صفحة 4 لأبونا متى المسكين

Tuesday, December 13, 2016

اليوم التاسع عشر في صوم الميلاد 13 ديسمبر 2016

شهر الخلاص - كيهك 

في هذا الشهر تسبّح الكنيسة على مدى الليل كله ، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر ، لميلاد مخلص العالم. ففي أربعة أسابيع متوالية تكون الكنيسة قد أكملت التمجيد والشكر اللائق لله عن كل الحوادث الباهرة التي سبقى الميلاد 

وفي الأسبوع الرابع : تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل ميلاد يوحنا المعمدان وانفتاح فم زكريا أبيه، بكلمات الوحي الإلهي من جهة تتميم كل مواعيد الله بمجئ الرب وتكميل الخلاص بمغفرة الخطايا :

"ثم أومأُوا إلى أبيه : ماذا يريد أن يُسمّى ؟ فطلب لوحا وكتب قائلا : اسمه يوحنا ، فتعجب الجميع ، وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله .... وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبّأ قائلا ... وأنت أيها الصبي (يوحنا) نبي العلى تُدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب (يسوع) لتعد طرقه ، لتعطي شعبه 'معرفة' الخلاص بمغفرة خطاياهم" (لو 1 : 62 - 77).

ومن بعد الأحد الرابع من شهر كيهك تتزين الكنيسة لاستقبال ميلاد المسيح بفرح فائق، فرح يزكيه الصوم ويزكيه السهر وتزكيه الألحان المبهجة ..

وشهر كيهك يتميّز بألحانه الفرايحي ، فهو الموسم الوحيد الذي يلتحم فيه الصوم باللحن الفرايحي ، حيث يبدو الصوم هنا أجمل صورة من صوره كمصدر فرح روحاني.

كوني ناظرة علينا في المواضع العليا التي أنت كائنة فيها أيتها العذراء القديسة مريم. 
اشفعي في بلادنا ، واطلبي معونة لرؤسائنا وقت الضيق واسألي السلام للأرض كلها حتى يشرق فجر جديد على العالم فيطلب الناس الخلاص ويلتمسون وجه الله.

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 13 لأبونا متى المسكين

اليوم الثامن عشر في صوم الميلاد 12 ديسمبر 2016

شهر الخلاص - كيهك 

في هذا الشهر تسبّح الكنيسة على مدى الليل كله ، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر ، لميلاد مخلص العالم. ففي أربعة أسابيع متوالية تكون الكنيسة قد أكملت التمجيد والشكر اللائق لله عن كل الحوادث الباهرة التي سبقى الميلاد 

وفي الأسبوع الثالث : تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل قبول العذراء القديسة مريم من الله رأسا حقيقة الحبل الإلهي ، وأن القدوس المولود منها يدعى ابن الله :

"فلما سمعت أليصابات سلام مريم تحرّك الجنين (يوحنا) في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس ، وصرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء ، ومباركة هي ثمرة بطنك (يسوع)، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربيّ إليّ ، فهوذا حين صار صوت سلامك في أُذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني ، فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو 1 : 41 - 45) .

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 12 لأبونا متى المسكين

اليوم السابع عشر في صوم الميلاد 11 ديسمبر 2016

شهر الخلاص - كيهك 

في هذا الشهر تسبّح الكنيسة على مدى الليل كله ، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر ، لميلاد مخلص العالم. ففي أربعة أسابيع متوالية تكون الكنيسة قد أكملت التمجيد والشكر اللائق لله عن كل الحوادث الباهرة التي سبقى الميلاد 

ففي الأسبوع الثاني : تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل بشارة الملاك جبرائيل للعذراء القديسة مريم بميلاد مخلص العالم يسوع ، الذي تفسيره الله يخلص :

"أنت عظيم حقا أيها المبشر الحسن في الطقوس الملائكية وكل رتب السمائيين ... بشّرت العذراء قائلا: السلام لك يا ممتلئة نعمة ، الرب معك ستلدين مخلص العالم كله" (توزيع كيهك) .

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 12 لأبونا متى المسكين

اليوم السادس عشر في صوم الميلاد 10 ديسمبر 2016

شهر الخلاص - كيهك 

في هذا الشهر تسبّح الكنيسة على مدى الليل كله ، بصلوات لا تنقطع بفرح وتهليل وشكر ، لميلاد مخلص العالم. ففي أربعة أسابيع متوالية تكون الكنيسة قد أكملت التمجيد والشكر اللائق لله عن كل الحوادث الباهرة التي سبقى الميلاد 

ففي الأسبوع الأول : تكمل الكنيسة التسبيح والشكر من أجل بشارة الملاك لزكريا بميلاد يوحنا المعمدان النبي ، الذي تقدم المسيح بروح إيليا ، ليعد الشعب لطريق الخلاص بالتوبة :

"اسم فخر هو اسمُك يا نسيب عمانوئيل ، أنت العظيم في القديسين يا يوحنا، ارتفعت أكثر من البطاركة وتكرّمت أكثى من الأنبياء ، ولم يقم من بين مولودي النساء من هو أعظم منك" (لحن يُقال في أعياد القديس يوحنا المعمدان).

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 11 لأبونا متى المسكين

اليوم الخامس عشر في صوم الميلاد 9 ديسمبر 2016

فإذا فحصنا ما يجري كل يوم في جرن المعمودية وتأملنا كيف تهب الكنيسة من كنز حياتها سر الحياة الجديدة بالمسيح ، أي سر الميلاد لكل من يريد أن يعتمد ، نجد أنها في نفس الوقت تحتم على الكاهن المعمّد والابن الجديد المعمّد  أن يصوما معا قبل إجراء سر العماد حتى يتم سر الميلاد الجديد ! 

الصوم هنا شرط أساسي للكنيسة والفرد : الكنيسة يمثلها الكاهن والشماس ، والفرد الجديد إما يصوم بنفسه أو إن كان طفلا يصوم أبواه و إشبينه ، وذلك لبلوغ مستوى السر في فاعليته وعطائه وأخذه. الصوم هنا ملازم لسر الخلاص بصورة حتمية لأنه لا يعلنه فحسب كرؤيا فكرية بل هو محسوب مدخلا أساسيا إليه : " المولود من الجسد جسد هو ، والمولود من الروح هو روح" (يو 3 : 6). 

هنا يلزم لمن يريد أن يُولد روحيا أن يرتفع على سلم الصوم ليهيئ الإرادة للانتقال من حياة حسب الجسد إلى حياة حسب الروح.

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 9 لأبونا متى المسكين



اليوم الرابع عشر في صوم الميلاد 8 ديسمبر 2016

والعلاقة التي تربط كل المناسبات بالصوم وتحتمه ، هي علاقة روحية سرية غاية في الأهمية، إذ يستحيل أن ندخل مثلا في سر الميلاد الذي هو استعلان الله في الجسد الإنساني ، إذا لم نسمو بأفكارنا وحواسنا الجسدية إلى مستوى إلهي. وقد قلنا سابقا أن الصوم هو الوسيلة العُظمى لتحويل الطاقة الجسدية فكريا وعاطفيا إلى طاقة روحانية ، إذا فلا مناص من الصوم إن كنا نريد أن نستعلن روحيا سر الخلاص القائم والمعلن في تجسد ابن الله أي في ميلاد المسيح .... 

فالكنيسة حددت صوم الميلاد لتهيئ لكل فرد المستوى الروحي الذي به يقبل سر الخلاص القائم والمعلن في التجسد الإلهي ، أي في ميلاد المسيح.

لأنه يستحيل على الإنسان الطبيعي المنغمس في الأكل والشرب والملاهي أن يقبل هذا السر الفائق للطبيعة وغير المعقول حتى لدى الحكماء جدا. لذلك إذا لم يرتفع الإنسان إلى ما فوق الطبيعة بكل كيانه الجسدي والنفسي (الصوم) حتى يتهيأ العقل للتفكير ، مجرد التفكير في إمكانية التجسد وضرورته ، فلن يستطيع أن يدرك هذا السر : "ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من أحد." ( 1 كو 2 : 14،15)

فإذا استطاعت الكنيسة أن ترتفع إلى هذا المستوى الروحي كجسد متجلي بالصوم ومتطهر ، فإنها تواجه الميلاد كعيد حقيقي فيصير لها فرحا وبهجة ، لأنها لا تكون في مواجهة السر الإلهي وحسب بل تدخل فيه كجسد بلغ إلى مستوى سر التجسد ، أو بحسب التعبير اللاهوتي : "تصير الكنيسة جسدا سريا" ، أي يحل فيها المسيح تماما كما حل في الجسد الذي أخذه من العذراء !

الكنيسة هنا لا تُعيّد للميلاد الزمني كحادثة تاريخية فحسب ، بل تعيّد للميلاد الحادث في صميمها ، تُعيّد للحلول الإلهي الذي يتجسدها ! 

كتاب صوم الميلاد - شهر الخلاص صفحة 7 لأبونا متى المسكين


Thursday, December 08, 2016

اليوم الثالث عشر في صوم الميلاد 7 ديسمبر 2016

أثناء ميلادك الجديد .. استعد فسوف تسلك كما سلك ذاك !! 

ستولد في شتاء .. ستولد في أشد الضعف ، سترى حولك من يمثل يوسف البار الذي يسندك 
ستجد هناك الرعاة والفقراء والجهلاء يساندونك 
ستجد هناك بعض قليل جدا من الحكماء حولك !! 
ستجد هيرودس الذي سيحاول قتلك 
ستجد كل شئ رآه المسيح في ولادته !! 
عليك ان تكون مهيأ لكل هذه المقابلات 
تهيأ للصلب
تهيأ للألم 
تهيأ للموت 

وأخيرا تهيأ للقيامة

اليوم الثاني عشر في صوم الميلاد 6 ديسمبر 2016

لكن المسيح لم يولد خاليا من العناء والبكاء والألم ، فقد كان ميلاده في شتاء ، في أشد أيام الطبيعة قسوة وإيلاما. ولعله ظل يذكر هذا في نفسه إلى أن ذكره لتلاميذه يوما : "صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء" (مر 13 : 18). وكأنما ولد المسيح مصلوبا من الطبيعة لا يجد أين يسند جسده الضعيف ، إلا على كومة من تبن خشن في مذود من طين !!

وعلى نفس القياس نرى ميلاد البشرية يتم في هذه الأيام من خلال شتاء العلائق البشرية المجمدة وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان ، من خلال عوز إلى الصدق ، وفقر في الرحمة ، وصراع عنصري محزن ، وشعور الناس بغربتها حتى في أوطانها ، ومخاض ليل طويل ، تجوزه الشعوب المظلومة والظالمة على السواء ... والإنسان يكافح تحت وطأة غرائزه المسيبة التي تزيد فرص التجديد ضيقا على ضيق و وجعا على وجع....


هوذا العالم كله يدخل شتائه الطويل يعاني هذا المخاض عينه ، وأصبح عليه أن يعي آلامه. فآلام العالم لا تأتيه جزافا ، بل هي حتما آلام تجديد ، وعليه أن يفهمها ويقبلها ويدرك من أين تأتي ليدرك مسبقا ما ستؤول إليه، فيمهد لها بخلع ذهنيته القديمة في العنصرية والطبقية والشعوبية ، ويستعد ليلبس فكر المسيح في مؤاخاة جميع الناس ، ليعم السلام حقا على الأرض ويهتف كل لسان بمجد الله !

اليوم الحادي عشر في صوم الميلاد 5 ديسمبر 2016

أما السؤال الذي يتطارحه المتباطئون في الفهم : كيف نبدأ ، فهذا يعلنه الله في المسيح ، في بيت لحم ، كيف بدأ الله وكيف بدأ المسيح بصنع الإنسان الجديد والخليقة الجديدة من مغارة مظلمة ، من مذود للبقر ، من فقر مدقع ، من غربة وتخلي عن كل معونة .

ألا نقرأ في الكتاب المقدس كيف انه لم يكن للعذراء – التي بلغت مخاضها بعد أن بلغ سفرها اليوم الثالث – مكان ولا في أي منزل؟
ومن هنا يبدأ المسيح مسيرة التجديد وبناء جسم البشرية الكبير ... من هذا المكان الأقل جدا والمتناهي في التجرد والفقر بدأ المسيح المصالحة العظمى بين السماء والأرض ، بين قداسة الله الفائقة وعجز الإنسان المطلق!

ولكن وإن كانت المغارة هكذا مظلمة ، وكان المكان هكذا وضيعا ، ولكن نعلم كيف جلست الملائكة مع جمهور من جند السماء على حافتها الشامخة المنيرة في السماء ينشدون نشيد المجد لله في عُلاه ، الذي استطاع باتضاعه المذهل هذا أن يرفع الإنسان إلى  علو الله ! 

وهكذا نرى المسيح كيف استطاع وهو بعد في المهد رضيعا أن يوسع دائرة ميلاده وشمول تجسده ! انظر كيف جمع إلى نفسه في ساعاته الأولي على الأرض حكماء من فارس من خارج حدود الأوطان ؟ و جذب إليه الرعاة المساكين المتبدّين في شتاء فلسطين ليجدوا فيه راحة وعزاء ... 


ومنذ ذلك الزمان والمسيح لم يكفّ ، بصور اتضاعه التي تركها منقوشة على صفحات قلوب محبيه ، عن أن يجذب إليه الألوف والملايين على ممر الأجيال ، ليجمع إلى جسده الكبير الذي سيقدمه في حينه إلى الله أبيه .... 

Sunday, December 04, 2016

اليوم العاشر في صوم الميلاد 4 ديسمبر 2016

«وظهر بغتةً مع الملاك جمهورٌ من الجند السماوي مُسبِّحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرَّة»

إن ما يقوم به أهل الغرب، ليلة الكريسماس، بالفرح والتهليل بكل آلات الموسيقى والغناء والرقص في كل شارع وميدان وزقاق وركن ويخرج الجميع عن رزانتهم، هو استجابة سنوية لتهليل السماء. ومنذ القديم وإشعياء يترنَّم أيضاً بلسان النبوَّة قبل الميلاد بسبعمائة عام:

+ » ولكن لا يكون ظلام للتي عليها ضيق. كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي، يُكْرِم الأخير طريق البحر عَبْرَ الأردن جليل الأمم.
الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً، الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور. أكْثَرْتَ الأُمَّة، عَظَّمْتَ لها الفرح. يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد، كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة...
لأنه يُولَد لنا ولد، ونُعْطَى ابناً، وتكون الرياسة على كَتِفِهِ، ويُدعى اسمه: عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية، على كرسي داود وعلى مملكته ليثبِّتها ويَعْضُدَها بالحق والبرِّ من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا. «(إش 1:9-7)

طوباك يا إشعياء، يا مَنْ رأى النور في حَلَكْ الظلام، والسلام والفرح والبر والملكوت في حجر المولود في مذود بيت لحم!! وهكذا فإن كانت الملائكة سبَّحت بأفضل ما عندها، فلم تعدم البشرية نبيًّا سبَّح بأعظم منها!!

Saturday, December 03, 2016

اليوم التاسع في صوم الميلاد 3 ديسمبر 2016

«فولدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضِعٌ في المنزل».

عسير علينا أن نعبر على ميلاد المسيح في مذود للبهائم دون أن ينخطف قلبنا، ما هذا أيتها السماء؟ أهكذا لم يكن بين بني البشر في الدنيا قاطبة مكانٌ يستقبل جسد المسيح الغض إلاَّ مذود للبهائم!! نعم كان يتحتَّم أن يكون هذا!! حتى يتأهَّل هذا الجسد منذ اللحظة الأولى لدخوله العالم، لكي يسند ظهره في النهاية على خشبة الصليب كآخر مكان، وفي آخر لحظة له في العالم!! ليس من فراغ يقول المسيح: » ثقوا أنا قد غلبت العالم «(يو 33:16)، ولا كان تجاوزاً منه لما قال: » أنا لست من العالم «(يو 16:17)، وقد عيَّر الله الشعب القديم: » أين مكان راحتي «(إش 1:66)؟ وعاد في العهد الجديد يقول: » وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه. «(لو 58:9)

إذن، فليفرح وليعتز كل فقراء الدنيا، فلهم نصير وصديق في السماء عاش ومات فقيراً مثلهم، لم يملك عند دخوله العالم إلاَّ الخرق التي قمطته بها أمه، وأخرى ستروه بها على الصليب، وهو يستودع العالم لينطلق إلى مجده الأسنى، ليعدَّ ملكوته للذين غلبوا العالم: » وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا «(1يو 4:5)، » ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم. «(يو 16:17)

Friday, December 02, 2016

اليوم الثامن في صوم الميلاد 2 ديسمبر 2016

«وبينما هما هناك تمَّت أيامها لتلد».
«فولدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضِعٌ في المنزل».
إن القارئ ليكاد تنحبس أنفاسه كيف عبرت هذه العذراء القديسة 90 ميلاً من الناصرة إلى بيت لحم في أرض وعرة وهي في أيامها الأخيرة؟ ولكن من أميز صفات كاتب هذه القصة أي القديس لوقا، بل من أميز صفات يوسف، وبالتالي العذراء، وبالتالي الإنجيل، هذه الغلالة من السريَّة التي يلفها الصمت العميق بالنسبة لهذه الحوادث الجسام المليئة بالأعاجيب، وليس إزاء هذا السرد المهيب إلاَّ أن يتذرع الإنسان أيضاً بالصبر في الجري وراء تحقيق هذه الحوادث، وبالصمت لعلَّه يبلغ السرَّ. فنحن بصدد قصة سماوية أشخاصها قديسون وملائكة وقوات فلكية مسخَّرة‍!

قلبي على هذه الأم الوحيدة، كيف احتملت المخاض وحدها؟ كيف استقبلت الطفل بيديها؟ كيف قمَّطته وهي منهوكة القوى؟ ماذا شربت وماذا أكلت؟ اشهَدْنَ يا نساء العالمين على أُم المخلِّص، كم عانت؟ وكم تستحق التمجيد؟ عزائي الوحيد أن الرحلة الشاقة ذات الأربعة الأيام والتسعين ميلاً سهَّلت الوضع بحسب خبرة أصحاب التوليد وأهَّلتها لمعونة ملائكية، وأُخفيت عن الإنجيل ليزداد عطفنا عليها وحبُّنا لها.
وهكذا استقبل العالم “المسيَّا” الموعود رجاء كل الدهور » نور إعلان للأمم، ومجداً لشعبك إسرائيل «(لو 32:2) في مذود للبهائم. ويبدو أن في هذا تعيير شديد لإسرائيل، كون المسيح قد استأمن البهائم على حياته ولم يستأمن بيت يعقوب: » اسمعي أيتها السموات وأَصغي أيتها الأرض، لأن الرب يتكلم. ربَّيتُ بنين ونشَّأتهم، أما هم فعصوا عليَّ. الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم. «(إش 2:1و3)

وقول القديس لوقا هنا » فولدت ابنها البكر « فهذا بحسب الفكر اليهودي يعني فاتح رحم. والتدقيق هنا على إجراءات التطهير التي أوصى بها الناموسُ الوالدةَ من جهة التطهير الذي أتمَّته بحسب الإنجيل. كما أنه يتحتَّم إجراء طقوس على الابن البكر لتكريسه لله بحسب الناموس (خر 12:13؛ 19:34). علماً بأن البكر له الميراث، فهو وارث لداود حتماً. فهو، إذن، وبالضرورة، صاحب مملكة داود أبيه كقول الملاك للعذراء: » ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية «(لو 32:1و33). وبالتالي فهو المسيَّا!! هذا هو القصد الإلهي من قوله: «ابنها البكر»