"ثم إذ أُوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم"
هنا يظهر العامل الأساسي الذي كانوا يتحركون وفق مشورته ، فقد جاءوا بحسب ما أوحي إليهم وعادوا بحسب ما أوحي إليهم ! وكانت رحلتهم بتدبير متقن كمندوبين فوق العادة ليحيّوا مسيّا ويعبدوه ، العتيد أن يكون نورا لهم ولكل الأمم .
فإن كانت ملكة التيمن قد جاءت من أطراف الأرض لتسمع حكمة سليمان ، فها هم حكماء المشرق جاءوا ليروا من هو أعظم من سليمان. فكانت زيارتهم للمولود ملك اليهود دينونة لليهود الذين وُلد لهم ملكا فما كرّموه ولا رضوا به أن يملك عليهم .
أم استخدام السماء للأحلام لتوصيل الرسالة من فوق، فهو استخدام حالة اللاوعي لكي يصب فيه الله ما يراه بالنسبة لمنفعة الإنسان ، حينما يصعب الاتصال بالرؤيا في الوعي ، أو الإيحاء للعقل.
والأحلام استُخدمت في إنجيل القديس متى كوسيلة صالحة . فيوسف وقع تحتها ثلاث مرات ، وها هم الحكماء تلقّوا الإنذار في حلم حفاظا على حياة الصبي دون أن يدركوا ذلك.
كتاب حكماء من المشرق صفحة 16 لأبونا متى المسكين
No comments:
Post a Comment