لذلك أنادي في هذا العيد المقدس : عيد حلول المسيح في العالم ، أن نُصارع صراع يعقوب حتى الفجر من أجل أن ننال هذه الحقوق والمواريث بحلول المسيح فينا بالإيمان المقوّى بالروح. وصراعنا هذا مؤيّد بتشجيع المسيح لنا على السهر حتى نصف الليل ، حتى الفجر ، بإنتظار مجئ الرب. ولكن نحن ننتظر هذا المجئ في القلب والروح ، نُصارع مع من هو غني في المجد ، فنحن لا نُصارع صراع من يشحذ ، ولا ممن هو شحيح. لذلك ننتظر العطية برجاء مسنود بالمواعيد
أما ما هو قياس هذا الصراع ؟ فهذا يحدده ضخامة المطلوب بعلّوه وعمقه، بطوله وعرضه. فعلى قدر ما نطلب ونرجو ، نسهر ونصلي.
أما كيف يكون السهر والصلاة ؟ فهنا يُحيلنا المسيح إلى جثسيماني لنرى بأعيننا ونُدرك بقلوبنا صلاة رئيس إيماننا ورئيس خلاصنا، بسجود وانبطاح إلى التراب وبدموع وصراخ شديد للآب - كما يقول سفر العبرانين - وبعرق يتصبب من جبينه كقطرات دم، لكي يحصل لنا على هذه المكتسبات والمواريث والمواعيد العظمى والثمينة التي نطلبها من الآب و نرجوها. فحينما يقول المسيح : "اسهروا وصلّوا" ، فقد أعطانا نموذج السهر والصلاة ، بل الصراع المرير. ولمن كان يصلي ؟ كان يُصلى لله أبيه !!
كتاب رسالة الميلاد لنا اليوم صفحة 9 لأبونا متى المسكين
No comments:
Post a Comment