Saturday, December 03, 2016

اليوم التاسع في صوم الميلاد 3 ديسمبر 2016

«فولدت ابنها البكر وقمَّطته وأضجعته في المذود، إذ لم يكن لهما موضِعٌ في المنزل».

عسير علينا أن نعبر على ميلاد المسيح في مذود للبهائم دون أن ينخطف قلبنا، ما هذا أيتها السماء؟ أهكذا لم يكن بين بني البشر في الدنيا قاطبة مكانٌ يستقبل جسد المسيح الغض إلاَّ مذود للبهائم!! نعم كان يتحتَّم أن يكون هذا!! حتى يتأهَّل هذا الجسد منذ اللحظة الأولى لدخوله العالم، لكي يسند ظهره في النهاية على خشبة الصليب كآخر مكان، وفي آخر لحظة له في العالم!! ليس من فراغ يقول المسيح: » ثقوا أنا قد غلبت العالم «(يو 33:16)، ولا كان تجاوزاً منه لما قال: » أنا لست من العالم «(يو 16:17)، وقد عيَّر الله الشعب القديم: » أين مكان راحتي «(إش 1:66)؟ وعاد في العهد الجديد يقول: » وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه. «(لو 58:9)

إذن، فليفرح وليعتز كل فقراء الدنيا، فلهم نصير وصديق في السماء عاش ومات فقيراً مثلهم، لم يملك عند دخوله العالم إلاَّ الخرق التي قمطته بها أمه، وأخرى ستروه بها على الصليب، وهو يستودع العالم لينطلق إلى مجده الأسنى، ليعدَّ ملكوته للذين غلبوا العالم: » وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا «(1يو 4:5)، » ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم. «(يو 16:17)

No comments:

Post a Comment