Thursday, December 08, 2016

اليوم الثاني عشر في صوم الميلاد 6 ديسمبر 2016

لكن المسيح لم يولد خاليا من العناء والبكاء والألم ، فقد كان ميلاده في شتاء ، في أشد أيام الطبيعة قسوة وإيلاما. ولعله ظل يذكر هذا في نفسه إلى أن ذكره لتلاميذه يوما : "صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء" (مر 13 : 18). وكأنما ولد المسيح مصلوبا من الطبيعة لا يجد أين يسند جسده الضعيف ، إلا على كومة من تبن خشن في مذود من طين !!

وعلى نفس القياس نرى ميلاد البشرية يتم في هذه الأيام من خلال شتاء العلائق البشرية المجمدة وقسوة الإنسان على أخيه الإنسان ، من خلال عوز إلى الصدق ، وفقر في الرحمة ، وصراع عنصري محزن ، وشعور الناس بغربتها حتى في أوطانها ، ومخاض ليل طويل ، تجوزه الشعوب المظلومة والظالمة على السواء ... والإنسان يكافح تحت وطأة غرائزه المسيبة التي تزيد فرص التجديد ضيقا على ضيق و وجعا على وجع....


هوذا العالم كله يدخل شتائه الطويل يعاني هذا المخاض عينه ، وأصبح عليه أن يعي آلامه. فآلام العالم لا تأتيه جزافا ، بل هي حتما آلام تجديد ، وعليه أن يفهمها ويقبلها ويدرك من أين تأتي ليدرك مسبقا ما ستؤول إليه، فيمهد لها بخلع ذهنيته القديمة في العنصرية والطبقية والشعوبية ، ويستعد ليلبس فكر المسيح في مؤاخاة جميع الناس ، ليعم السلام حقا على الأرض ويهتف كل لسان بمجد الله !

No comments:

Post a Comment